الإمام مواطن كامل الواجبات و الحقوق ، لا يتميّز عن باقي المواطنين لا
بوظيفته و لا بمكانته ، و هما أمران يعتمدهما الإمام لأداء مهامه كمواطن
صالح ، و مشاركة الأئمة الجزائريين في بناء المجتمع و في رص صفوف الأمة
مشتقة من مشاركة أسلافهم في تنوير الأمة و حظها على التمسك بالإسلام و
مبادئه و عقيدته و الدعوة إلى المقاومة .
و يحس مجموع الأئمة بصفتهم مواطنين يؤدون واجباتهم و يتمتعون بحقوقهم بما
تحس به الأمة مما يرفع شأنها و يشد عضدها ، و من بين ذلك الرموز الوطنية
و أهمها النشيد الوطني الذي يخلد أمجاد الشعب الجزائري بطل الثورة و يدعو
أبناء الجيل إلى قراءة كتاب الثورة باستمرار ، و دون توقف « صرخة الأوطان
في ساحة الفداء ، اسمعوها و استجيبوا للنداء واكتبوها بدماء الشهداء و
اقرؤوها لبني الجيل غدا » هذا الجيل الذي يعد الأئمة أنفسهم جزءا لا يتجزأ منه و الرمز
الثاني هو العلم الذي أول من حمله المجاهدون من الصحابة و أول من استشهد
و العلم في يدهم هم شهداء مؤتة رضي الله عنهم. .
و تبعا لذلك فكل الأفكار التي حملتها وسائل الاتصال في موضوع ثلة من
الأئمة لم يقفوا مع زملائهم لتحية العلم تعتبر من الأفكار الميتة بمفهوم
مالك بن نبي ، هذه الأفكار التي لا يمكن أن يعتبر أصحابها و ناشروها بناة
حضارة و لا رواد مستقبل زاهر ،و إنما هم ممن رضوا أن يكونوا مع الخوالف
متقوقعين في أفكار نزحت إليهم من بعيد في الزمان و المكان و ما كادت
تصلهم حتى فقدت بريقها ، و لذلك سهل عليهم تشربها، فتوهموها تحمل معاني و
هي في الواقع أهون من أعجاز نخل خاوية .
إننا ننصح لهم إذا أرادوا أن يكونوا أرقاما إيجابية في المجتمع أن يبحثوا
عن الأفكار الإيجابية الحية التي تحرك فيهم محبة العمل و التفاني في
الإنتاج ، و علامة صلاحية مثل هذه الأفكار هي أن يصبح معتنقوها عاملين و
منتجين « و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون" »