س.ح
الجزائر العاصمة
إنني امرأة عاملة، وزوجي يفرض عليّ أن أسلّمه جزءًا من راتبي الشهري لتغطية مصاريف البيت، ويحتفظ هو براتبه كاملاً في البنك بحجة إقامة المشاريع مستقبلا، لكن عدم رضاي بهذا الأمر جعل المشاكل تنشب دومًا بيننا، فأرجو إرشادكم؟
الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛
إن الزواج في الإسلام عهد وميثاق يربط بين الزوجين مدى الحياة ويندمج كل منهما في الآخر اندماجًا كليا، قال الله تعالى : (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)،
وأمر الشارع الحكيم بحسن المعاشرة، قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف)، وبيّن حقوق كل من الزوجين وواجباته نحو الآخر لتستقيم حياتهما.
فمن حقوق الزوجة على زوجها النفقة الشرعية وهي كل ما تحتاج إليه الزوجة للعيش الكريم من طعام وكسوة ومسكن لقول النبي صل الله عليه وسلم للذي سأله عن حق زوجته عليه:" تطعمها إذا طعمت، وتكسُوها إذا اكسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبّح، ولا تهجر إلا في البيت".
ومن حقوق الزوج على زوجته الطاعة لقول الله تعالى : (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) .
وقد قرّر جمهور الفقهاء أن للزوجة شخصيتها المدنية، وذمّتها المالية المستقلة عن شخصية زوجها، فلها الأهلية في التعاقد وتحمل مختلف الالتزامات المالية.
وليس من حق الزوج أن يرغم زوجته على إنفاق راتبها في مصاريف البيت إلاّ ما قدمته عن طيب خاطر منها وإن كانت غنيّة.
إلاّ أن يكون الأمر قائمًا على اشتراط الزوج من زوجته أن تعطيه بعض راتبها لِما لخروجها من تأثير على الزوج، فحينئذ عليها أن تنفّذ ما اتفقا عليه لحديث النبي صل الله عليه وسلم :"المسلمون عند شروطهم إلاّ شرطا حرّم حلالاً أو شرطا أحلّ حرامًا".
والأولى من كل هذا أن يتفاهم الزوجان على مثل هذه المسائل حتى لا تؤثر على رباطهما الوثيق الذي سماه الله تعالى : (الميثاق الغليظ)، قال تعالى : (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) .
والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصنف