توصيات الملتقى الوطني
"الزوايا ودورها في مواجهة الاستعمار والحفاظ على الثوابت الوطنية"
يومي 30 محرم و 01 صفر 1446هـ /05 و 06 أوت 2024م بفندق ميرادور - الشلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ففي ظل الأجواء الروحانية لشهر الله المحرم الحرام والجزائر ما تزال تحتفل بذكرى استرجاع السيادة الوطنية، وتزامنا مع الاحتفاء باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، شقيق اليوم الوطني للإمام اللذين رسمهما رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، كيومين من أيام الجزائر الجديدة المتميزة احتضنت ولاية الشلف، حاضرة العلم الشريف والجهاد المبارك، مطمورة القرآن
الكريم، موطن القراء والعلماء والفقهاء والصالحين الكرام، والشهداء والمجاهدين العظام. الملتقى الوطني الموسوم بـ "الزوايا ودورها في مواجهة الاستعمار والحفاظ على الثوابت الوطنية" يومي 30 محرم 1 صفر 1446هـ، الموافق 05 - 06 أوت 2024م، برعاية كريمة من وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، وإشراف مباشر من والي ولاية الشلف السيد إبراهيم غميرد.
وبعد الاستماع إلى الكلمة الترحيبية للسيد والي الولاية، التي عبر فيها عن السعادة البالغة لساكنة ولاية الشلف باحتضان ولايتهم فعاليات هذا الملتقى المبارك، وبعد الاستماع إلى الكلمة التوجيهية التأطيرية للسيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، حيث أبان فيها أن الزوايا كانت ولا تزال حصنا من حصون الجزائر المنيعة، التي جمعت بين العلم المقاوم والمقاومة العالمة، والتي شاركت ولا تزال في بناء دولة السيادة والاستقلال، وأن الدولة الجزائرية لتستشرف أدوراها المستقبلية، وترصد الإمكانات المادية والطاقات البشرية لتعزيز أدوارها المختلفة، في المحافظة على الثوابت الوطنية، والمشاركة في المسيرة التنموية.
هذا وبعد النقاش المستفيض والإثراء الجاد لمختلف محاور هذا الملتقى ومداخلاته خلص المشاركون في هذا الملتقى إلى التوصيات الآتية:
1 مواصلة إبراز جهود الزوايا الجزائرية في مواجهة الاستعمار والحفاظ على الثوابت الوطنية، بكل الوسائل المتاحة 2 الاستمرار في مد جسور التعاون والتنسيق بين الزوايا والجامعات ومراكز البحث الإبراز الأدوار الحضارية للزوايا الجزائرية عبر التاريخ محليا وإقليميا، وتعزيز أدوارها الحالية، واستشراف المستقبل في ظل المتغيرات والتحولات العالمية
3 الإشادة بالدور الفعال والمستمر للزوايا والمدارس القرآنية، في التعليم القرآني ونشر القيم الروحية والأخلاقية في أوساط المجتمع، وتكوين وإعداد النخب الدينية
.4 . تعزيز رسالة الزاوية والمدرسة القرآنية، في الحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية
المبنية على الوسطية والاعتدال، ونشر الوعي الديني والوطني
5 الاستفادة من الامتدادات العالمية والإفريقية للزوايا الجزائرية، تعزيزا للدبلوماسية الدينية، وخدمة للسلم والأمن العالميين
6. دعوة مختلف شرائح المجتمع إلى مزيد من الالتفاف حول الزوايا والمدارس القرآنية
.7. تثمين الانخراط الإيجابي للزوايا في مسيرة التنمية الشاملة، ودعوة المجتمع إلى مزيد من اليقظة ورص الصف وتقوية الحس الوطني والديني، والمشاركة بقوة في انجاح الاستحقاق الوطني المقبل لتفويت الفرصة على أعداء الجزائر.
وفي ختام فعاليات هذا الملتقى المبارك، فإن المشاركين من شيوخ الزوايا والأئمة، والعلماء والدكاترة والباحثين، يُثمِنُونَ جهود الدولة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في خدمة الزوايا والمدارس القرآنية، والرقي بإسهاماتها التاريخية والحضارية كما يشيدون بالمواقف الثابتة لدولتنا في مناصرة القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودعمها في مختلف المحالف الدولية بكل الوسائل الممكنة وفي الأخير، عملا بهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم القائل: ((لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ، فإن المشاركين يرفعون أسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير والإجلال إلى السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي على رعاية هذا الملتقى. و إلى والي ولاية الشلف السيد إبراهيم غميرد على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وتوفير الظروف الكفيلة بإنجاح هذا الملتقى، ومن خلاله إلى كل إطارات ولاية الشلف المضيافة وأسلاكها الأمنية والعسكرية وأعيانها ومواطنيها.
وإلى كافة المشاركين في هذا الملتقى من شيوخ الزوايا والسادة العلماء والأساتذة والدكاترة والباحثين والأسرة الإعلامية، وإلى القائمين على الفندق إدارة وعمالا.
سائلين المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا الجزائر من كل بلاء وبلية، وأن يديم عليها ستره وعافيته وأن يلبسها لباس الأمن والأمان والسلم والسلام، وأن يحفظ ولي أمرها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ويديم عليه الصحة والعافية، ويوفقه إلى ما فيه خير البلاد والعباد، كما نسأل الله عز وجل أن يحفظ جيشنا الوطني الشعبي ويقوي شوكته في حماية الوطن والذود عن حياضه وحماه، وأن يحفظ الزوايا وشيوخها وعلماء الجزائر وأن يوفقهم لاستكمال رسالة الشهداء.
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.