البيان الختامي، وتوصيات

الأسبوع الوطني السابع عشر للقرآني الكريم 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،

فتحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية المجاهد السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي ما زالت أياديه البيضاء ممتدة إليهم إلى أهل القرآن وخاصته بالدعم والتشجيع منذ أكرم الله الجزائر بقيادته الرشيدة.

وبمناسبة شهر ربيع الأنوار شهر نصرة النبي صلى الله عليه و سلم، نظمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمدينة قسنطينة الأسبوع الوطني السابع عشر للقرآن الكريم أيام 23، 24، 25 ربيع الأول 1437هـ الموافق 4، 5، 6 جانفي 2016هـ، بإشراف معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى، ومشاركة كوكبة من أهل العلم والإمامة والدعوة والوعظ، وشيوخ الزوايا وعمار الجوامع، والأئمة والمرشدات ومعلِّمي القرآن ومعلماته، وأساتذة الجامعة، وحفظة القرآن الكريم، والجمهور العريض من مختلف ولايات الوطن.

وقد استبشر الملتقُون برسالةِ فخامة رئيس الجمهورية، وخطابه الذي وجهه للشَّعب الجزائري من خلال الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، وتثمينه اختيار "العمل قيمة قرآنية" موضوعا للملتقى العلمي المصاحب لهذا الحدث الوطني العلمي القرآني.

وانتظم الأسبوعُ المسابقةَ الوطنيةَ للقرآن الكريم في فروعها الثلاثة، بمشاركة نخبة من الحفظة المتقنين، وتأطير ثلَّة من القراء المجازين، وكان له امتداد وإشعاع من خلال النشاطات الجوارية المتنوعة في ولاية قسنطينة والولايات المجاورة لها، ومن ذلك زيارة مقام الشيخ العلامة المصلح الإمام عبد الحميد بن باديس، وزيارة الزاوية الحملاوية العامرة في ولاية ميلة، بإشراف معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وحضور عدد من العلماء وشيوخ الزوايا.

وبعدَ أيَّام من التنافس الشريف في ميدان القرآن الكريم، والعمل الجادِّ في مجال البحث المستنير، والمحاضرات الرصينة، والمناقشات العميقة، سجل المشاركون جميعا سعادتَهم الغامرةَ برسالةِ فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الشعب الجزائري من منبر الأسبوع الوطني للقرآن الكريم الذي يعد حسنة من حسناته في أرض الجزائر. وأوصوا بما يلي:

1 ـ اتخاذ خطاب فخامة رئيس الجمهورية أرضية لأشغال الملتقى العلمي، وما يخلص إليه من نتائج وتوصيات.

2 ـ دعوة المجتمع الجزائري كافة إلى الاندماج الفعال في المضامين والرسائل والأهداف التي تضمنها خطاب فخامة الرئيس.

3 ـ البحث والتفكير في الآليات الكفيلة بنبذ الإسراف ومحاربة التبذير، وترشيد الإنفاق، ومراجعة نمط الاستهلاك بما يتناسب مع ما ننتجه من ثروة وطنية.

4 ـ الإقلاع عن النمط الاقتصادي المستند أساسا على مداخيل المحروقات، والتَّوجه إلى اقتصاد متنوع يعتمد الخدمات والصناعة والفلاحة بخدمة الأرض واستخراج خيراتها وجني ثمارها.

5 ـ تغذية الممارسات الاقتصادية بالمبادئ الأخلاقية القرآنية الإنسانية لبناء الإنسان الصالح والمواطن المنتج والفعّال.

6 ـ ترقية العمل التطوعي، وتقوية إرادة الخير في المجتمع، بما في ذلك منظومة الأوقاف والزكاة، لتحقيق التكافل الاجتماعي ودعم الرفاه الاقتصادي.

7 ـ اتخاذ مضامين الملتقى العلمي وتوصياته برنامج عمل مكثف تتكفل بتجسيده مختلف مؤسسات الوزارة وهيئاتها بالتعاون والتنسيق مع مختلف مؤسسات المجتمع.

8 ـ دعوة العلماء والمشايخ والمثقفين والعائلة الجزائرية بما تحمله من قيم أصيلة، إلى مواصلة الجهد من أجل تحصين المجتمع الجزائري الأصيل من الأفكار الدخيلة الهدامة، وتجفيف منابع الإرهاب، وإبطال مستنداته ومرجعياته المشبوهة، والمحافظة على سيرة مجتمعنا الوسطية المتأسيَّة في تديُّنها برسول الله صلى الله عليه و سلم.

9 ـ إرساء قيم احترام الغير والتعامل بالحجة والأدب، ونبذ التعصب المذهبي المؤدِّي إلى تفكيك المجتمعات وخلق النزاعات وإشعال نيران الفتنة والحروب،

10 ـ إنشاء وسام الجزائر لخادم القرآن الكريم.

11 ـ تثمين التوجه الجديد لمعالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى بإشراك مختلف ربوع الوطن وولاياته في شرف احتضان فعاليات الأسبوع الوطني للقرآن الكريم.

وتأسيًّا بتوجيه صاحب الذكرى في هذا الشهر الفضيل القائل عليه الصلاة والسلام: «لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ».

يرفع الملتقون أسمى معاني الشكر والعرفان إلى فخامة رئيس الجمهورية على رعايته السامية الكريمة لأسبوع القرآن الكريم منذ نشأته الأولى، وعلى أياديه البيضاء التي ما فتئ يمدها للقرآن الكريم وأهله.

كما يَصِلُونَ شكرَهم إلى معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى على إشرافه المباشر، ومتابعته الحثيثة، وجهوده المعروفة لإنجاح هذا الأسبوع والرقي به.

والشكر موصول إلى ولاية قسنطينة التَّاريخية، عاصمة الثقافة العربية، وواليها المحترم، وإطاراتها ومواطنيها الكرام على حسن الضيافة وجميل الاستقبال.

وإلى السادة العلماء والأساتذة والشيوخ والطلبة ومجموع المشاركين والمساهمين والمُمَوِّلين والأسرة الإعلامية على ما قدَّموه جميعا من جهد لإنجاح هذا المحفل العلمي القرآني.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قسنطينة في 25 ربيع الأول 1437هـ/الموافق 6 جانفي 2016هـ