نفقة الأولاد

2010-06-03
قررت الطلاق من زوجي بعد أن عشت معه 3 سنوات في ديار الغربة وأنجبت منه طفلتين غير أنّ  أنانيته وإخلافه للعهود وعدم احترامي، وضربي لأتفه الأسباب مع أن مظهره يوحي بالتدين جعل الأمور تصل بيننـا إلى الطلاق.
 وكان زوجي قد بعث مالا إلى والدي لشراء مسكن عند عودتنا إلى أرض الوطن، ولما طلبت الطلاق رفض تسليمي حاجياتي وحاجيات بناتي، وامتنع عن الإنفاق علينا، فأخذت المال، وبعد أن حصلت على الطلاق يريد مطلقي إدخال والدي السجن زعما منه أنه خان الأمانة وسرق المال.
 تفاوضت معه لأعيد له المال على أن يسلمني ما تأخر من النفقة لكنه رفض وأنا أريد حلا، فما مدى شرعية ما فعلت؟
                             الجــواب:
       بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛
الزواج رباط وثيق شرعه الله عزّ وجل ليجمع بين الرجل والمرأة في ود وسكينة ورحمة قال تعالى في كتابه العزيز:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم موّدة ورحمة" (الروم 21)، وليس نزوة عابرة ما تلبث أن تنتهي وتزول والإسلام حين حدّد شروطا للزواج إنما جعلها ليجعل معيار الحياة الأسرية مبنيا على الصدق والأمانة.
وشرع الطلاق ليكون حلاً استثنائيا إذا استحال استمرار الحياة الزوجية وفقدت السكينـة المنشودة بعد أن تستنفـد سبل الصلح بين الزوجين الذي أمر المولى عزّ وجلّ به في قوله  ".. وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما" فما كان عليك أيتها الأخت الكريمة أن تتسرّعي في طلب الطلاق  خاصة أن زوجك كان يسعى لتحسين الظروف بدليل إرساله المال لبناء مسكن يؤويكم، وإن أخذك المال مقابل ما فاتك من النفقة تصرّف خاطئ وقد أوقعت نفسك ووالدك في الحرج لأنه المسؤول عن إعادة المال لصاحبه ولا حق لك فيـه والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقـول :" .. ولا تخن من خانك.." ونصيحتنا لك أن تعيدي الحق لصاحبه وتحاولي رد المياه إلى مجاريها برجوعك إلى زوجك إن كانـت هـذه الطلقـة  الأولى أو الثانية ، فلعل الله أن يجمع شملكما ثانية ويصلح حالكما حفاظا على الأبناء الذين يضيعون بين أخطاء الآباء.
والله ولي التوفيق