قررت الطلاق من زوجي

    2010-04-22
قررت الطلاق من زوجي بعد أن عشت معه 3 سنوات في ديار الغربة ولي منه طفلتان وذلك بسبب أنانيته وإخلافه للعهود وعدم احترامي، وضربي لأتفه الأسباب مع أن مظهره يوحي بالتدين.
 وكان زوجي قد بعث مالا إلى والدي لشراء مسكن عند عودتنا إلى أرض الوطن، فأخذت هذا المال، وطلبت الطلاق لعدم تسليمه لي حاجياتي وحاجيات بناتي، وامتنع عن الإنفاق علينا، وبعد أن حصلت على الطلاق يريد مطلقي إدخال والدي السجن زعما منه أنه خان الأمانة وسرق المال.
 تفاوضت معه لأعيد له المال على أن يسلمني ما تأخر من النفقة لكنه رفض وأنا أريد حلا، وما مدى شرعية ما فعلت؟
                             الجــواب: 
       بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛
الزواج رباط وثيق شرعه الله عزّ وجل ليجمع بين الرجل والمرأة في ودّ وسكينة ورحمة قال تعالى في كتابه العزيز:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم موّدة ورحمة" (الروم 21)، وليس نزوة عابرة ما تلبث أن تنتهي وتزول والإسلام حين حدّد شروطا للزواج إنما جعلها ليجعل معيار الحياة الأسرية مبنيا على الصدق والأمانة.
وشرع الطلاق ليكون حلاً بغيضا إذا استحال استمرار الحياة الزوجية بفقدانها السكينة المنشودة بعد أن تستنفذ سبل الصلح بين الزوجين قال تعالى ".. وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما" فما كان عليك أيتها الأخت الكريمة أن تتسرّعي في طلب الطلاق من زوجك خاصة أنه كان يسعى لتحسين الظروف بدليل إرساله مبلغ المال لبناء مسكن يؤويكم، وقـد أوقعت نفسك في الحرج عندما أخذت ماله مقابل إعطائك ما فاتك من النفقة أنه تصـرف خاطئ، كمـا أوقعت والدك في الحرج لأنه المسؤول عن إعادة المال لصاحبه ولا حق لك فيـه والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقـول :" .. ولا تخن من خانك.." ونصيحتنا لك أن تعيدي الحق لصاحبه وتحاولي رد المياه إلى مجاريها برجوعك إلى زوجك إن كانت هـذه الطلقة  الأولى أو الثانية ، فلعل الله أن يجمع شملكما ثانية ويصلح حالكما حفاظا على الأبناء الذين يضيعون بين أخطاء الآباء.
                                                                                                    والله ولي التوفيق