تأثير المساحيق على الصيام

ن. ك - تلمسان 
لجنة الإفتاء 
 
السؤال: 
الكثيرات يعتقدن أن المساحيق تبطل صيامهن لذا يلجأن إلى التزين في السحور ويصمن، وهنّ بالزينة، ثم يخرجن لقضاء حاجياتهن.
 
الجـواب:
لا تبطل مطلق المساحيق الصيام كما سبق بيانه، بل فقط إذا بلغ الحلقَ منها شيءٌ. قال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير [ج: 1 ص: 524]: (وعلم منه أن الكحل نهارا لا يفطر مطلقا بل إن تحقق وصوله للحلق أو شك فيه أفطر فإن تحقق عدم وصوله فلا يفطر). وكون النساء تتزينن بالليل ثم يصبحن متجملات بالمساحيق حتى لا يبطل صيامهن، فهو من تمام فقههن. فإن الفقهاء على أن من اكتحل ليلا وهبط الكحل في حلقه نهارا، أنه ليس عليه قضاء، وعلة ذلك كما قال الدسوقي في حاشيته [ج: 1 ص: 517]: (أن هبوط الكحل ليس فيه وصول شيء من الخارج إلى الجوف). وعلى هاته السيدات أن تراعين كذلك في هذه المساحيق ألا تكون مما يعزل الماء عن الوصول إلى بشرتهن، كأحمر الأظافر، فإن هذه النوع من الزينة يحول دون الوضوء الصحيح، ويمنع من الصلاة الصحيحة. أما خروجهن إلى قضاء حوائجهن ففيه تفصيل آخر، لا يدخل في باب الصوم فقط، بل في باب آداب المرأة المسلمة. إذ الواجب على المرأة المسلمة أن تحتشم وأن تلتزم ما أمر الله تعالى به في مثل قوله: وقل للمومنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن، ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن... [النور/31]. فالاستثناء الوحيد في إظهار الزينة لمن عدا المحارم، هو الزينة الظاهرة والتي منها الوجه والكفان والكحل والحناء في اليد والخاتم، جاء في تفسير الإمام ابن جرير الطبري [ج: 18 ص: 118]: (عن ابن عباس قال والزينة الظاهرة الوجه وكحل العين وخضاب الكف والخاتم فهذه تظهر في بيتها لمن دخل من الناس عليها). فلتتق المرأة المتبرجة بزينتها اللهَ في نفسها وفي غيرها، فإن في إثارة الغير فتحٌ لباب واسع من أبواب الفتنة، ومدعاة للتردي في الإباحية والانحلال.