القضاء والقدر

سائل - الجزائر
الإمام الأستاذ محمد شارف عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف
 
السؤال: 
القضاء والقدر
 
الجـواب:
القضاء هو سبق الإرادة الإلهية لفعل الشيء أو تركه بحيث لا يقع في الوجود إلا ما قضاه الله، فما شاء وجوده كان، وما لم يشأ لم يكن. والقدَر هو تقدير الأشياء التي سبق قضاء الله بوجودها، فتوجد كما أرادها الله في الـزمان والمكان والمقدار والجهة والصفة وغيرها، ومن ذلك ما روى البخاري عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد أو ما نفس منفوسة إلا كتب الله مكانها في الجنة أو النار، وإلا كتبت شقية أو سعيدة. فقال رجل: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان من أهل السعادة فيصير إلى أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فيصير إلى أهل الشقاوة؟ فقال: أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسّرُون لعمل الشقاوة. ثم قرأ: "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى، وما يغني عنه ماله إذا تردى"(1) "(2)، وروى البخاري عن عمران بن حصين قال: "قال رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم. قال: فَلِمَ يعمَلُ العاملون؟ قال: كل ميسر لما خلق له، أو لما يسر له"(3). والله يختم لنا بالحسنى. ------------------ (1) سورة الليل/5 ـ 11. (2) أخرجه البخاري (3/267) [كتاب الجنائز/باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله] رقم 1362. ومسلم (4/2039 ـ 2040) [كتاب القدر/باب كيفية الخلق للآدمي في بطن أمه]، رقم 2647/6. (3) أخرجه البخاري (11/500)، [كتاب القدر/باب جف القلم على علم الله]، رقم 6596. ومسلم ](4/2041) [كتاب القدر/باب كيفية الخلق للآدمي في بطن أمه] رقم 2679.
 

الصنف