عبد الله - الجزائر
هيئة تحرير الفتاوى بالموقع
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد حضرة الفقيه لدي مشكلة، أنا رجل في الثلاثينات من العمر مشكلتي المخزية هو أنني أميل جنسيا الى الذكور وهذامنذ أن كنت طفلا في السادسة ولا أجد بتاتا ما يجده الذكور في الاناث لحد الآن لم أقدم على الفعل المخل وأنا أستمني من حين لآخر حتى لا أقع في الخطأ
سيدي ما أود معرفته هل أنا السبب فيما أنا فيه ولوكنت أنا السبب ولو بمثقال ذرة أيعقل أن أحرم نفسي من شهوة أجدها في الاناث وأسبب لنفسي التعاسة والعار في الدنيا قبل الآخرة، لماذا أنا هكذا كيف لي أن أتخلص مماأنا فيه وأصبح رجلا سويا أدركني يا فقيه قبل أن أنتحر فسر لي حالتي وأعطني جوابا مقنعا ربما أستطيع أن لا أفعل ولكن هل أستطيع أن أمنع نفسي من هذا الاحساس أعطيك مثالا يا فقيه تستطيع حضرتك أن لاتأكل ولو لأيام لكن هل تستطيع أن تمنع نفسك أن لا تشتهي الطعام طبعا لا، أدركوني قبل أن أنتحر ولو بالدعاء افتيني في أمري
أرجوكم أجيبوني بالتحد يد
هل ما أنا فيه بلاء أم عذاب
ان كان بلاء هل يبتلي الله عباده بما لا يرضاه ولقد توعد من هم على مثل حالي بالعذاب قي الدنيا قبل الآخرة ولقدأخبرتكم في سؤالي السابق أن هذا الاحساس والميل جنسيا الى الذكور دون الاناث ليس لي فيه دخل فهو مفروض علي منذ أن كنت صبيا وهذا ما يؤرقني فلماذا يبتليني ربي بمثل هذا البلاء ثم يتوعدني بالعذاب
وان كان ما أنا فيه عذاب من الله يا ترى ما الذي أذنبته عندما كنت صبيا ليسلط علي ربي هذا العذاب والخزي
أليست هذه هي المعيشة الضنك التي توعد الله بها من يعرض عن ذكره وأنا أخال نفسي لم أعرض عن ذكر ربي فلما يا ترى أحيا هذه الحاة المخزية والمعيشة الضنك
صدقوني يا أخوتي أريد أن أكون رجلا سويا
ليس لي ما يربطني بهذه الحياة سوى خشيتى من ربي ورجائ في رحمته أعيش على هذا الأمل والألم يعصر قلبي كيف لا والتاس من حولي يتساءلون لما لم يتزوج لحد الآن حتى أنني أفكر في أن أهجر أهلي ووطني مرغما وحتى هذا الحل القاسي والقاتل لم أوفق فيه
ناشدتكم الله أشيرو علي ما الذي أفعله حتى احيا حاة كبقية الخلق
لقدصرت أخشى أن أبادر ربي بنفسي فأخسر آخرتي بعدأن خسرت دنياي
ما رأي العلم والطب في مثل حالتي
سيدي لي مشكل اخرى وهو أنني أتناول أدوية ضد الكئابة والقلق بأمر من الطبيب النفسي وهذا بسبب هذا المشكل المخزي لي في الدنيا قبل الآخرة وهذه الأدوية منومة وبالتالي لا أستطيع أن أؤدي صلاة الصبح في وقتها وحين قررت أن أتخلى عن هذه الأدوية حتى يتسنى لي صلاة الصبح كثرت علي الوساوس حتى أنني أصبحت أفكر في أن أبادر ربي بنفسي أي أنتحر وهذا كله راجع الى مشكلة شذوذي التي تؤرقني خاصة عندما كثر حديث أهلي والناس لماذا لم أتزوج لحد الآن ما هو الحل هل أكف عن تناول هذه الأدوية لأستطيع أن أؤدي صلاة الصبح وأعرض نفسي لما لا نحمد عقباه لا قدر الله هل يقام الحد على مثل هذه الأمور(الشذوذ) حتى أريح وأستريح.
السلام عليكم و رحمة الله
الجـواب:
أخي الكريم، إن ما تقوم به هو شذوذ حقا، ولكن مادمت تنكره في نفسك ولا تقر به وتسعى لإبعاده عنك فهذه خطوة إيجابية نثمّنها فيك، وعلامة من علامات الهداية من ربك إليك. ألست أنت الذي قلت في رسالتك: ليس لي مـا يربطني بهذه الحياة سوى خشيتي من ربي، ورجائي في رحمته أن أعيش على هذا الأمل. إعلم أخي الكريم: 1/ - أن الله لا يحاسبك على الشعور الذي تجده في نفسك، فقد قال النبـي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به نفوسها ما لم تعمل". 2/- حتى لا يحاسبك الله على ذلك لابد أن يبقى شعورا ولا يصح أن يترجم إلى عمل، وفعله خطيئة كبيرة في كل الأحوال. 3/- اعرض نفسك على طبيب، فإن ما تعانيه حتما هو مرض ناتج عن خلل في بعض الهرمونات في جسدك، اعرض نفسك أيضا على طبيب نفساني لعله يستطيع أن يفك عقدتك. 4/- قاوم نفسك واقنعها بالحلال فإن ذلك خير علاج ولو كنت كارها له. 5/- الانتحار شر كله، ولا يصح أن يفكر فيه رجل مثلك يؤمن بالله واليوم الآخر والحساب والجنة والنار، ومن ظن أنه حينما ينتحر ينجو من عذاب الدنيا فإن هناك عذابا عند الله ينتظره أعظم وأشدّ "والآخرة خير وأبقى" وفقك الله وسدد خطاك وحفظك من كل سوء وبلاء. أما عجزك عن القيام لصلاة الصبح بسبب الأدوية المنومة فإن الله لا يحاسبك إلا على قدر طاقتك وهو القائل في كتابه العزيز: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها". و الله أعلم