الزواج في رمضان

09-11-2003
ل. م - ورقلة
 السؤال:
الزواج في رمضان: هل يجوز الزواج في رمضان، وما هي أحكامه، وهل الأحرى تأخيره إلى بعد رمضان، وهل كان السلف يتزوجون في رمضان، وما الحكمة في ذلك؟
 
الجـواب:
أمر الله تعالى بالزواج، وشجع عليه بالوعد بالتوسعة على المتزوجين وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهمفقـال:  .[النور/32]. وعلى نفس الوحي سار النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال:الله من فضله ((ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح الذي يريد العفاف، والمكاتب الذي يريد الأداء، والغازي في سبيل الله)). [أحمد، النسائي، الترمذي، ابن ماجه، والحاكم]. وفي الحديث: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج)). [البخاري]. ولم يخصص الإسلام شهرا بعينه للزواج، ولا درج السلف الصالح على تخصيص تاريخ خاص للزواج ولكن الشهور والأيام كلها ترحب بالزواج، لأنه شعيرة من شعائر الدين، وسنة من سنن رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن تزوج فقد أحرز شطر دينه، في أي لحظة من لحظات السنة. غير أن السنة جاءت باستحباب الزواج في شهر شوال، فقد جاء في صحيح مسلم، باب استحباب التزوج والتزويج في شوال واستحباب الدخول فيه: عن عائشة قالت: ((ثم تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني ...وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال)). [2/1039]. قال الإمام النووي: فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال وقد نص أصحابنا على استحبابه واستدلوا بهذا الحديث وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع انتهى. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بنى أيضا بأم سلمة في شهر شوال من السنة الرابعة للهجرة، وفيها وفي نفس شهر شوال بنى بريحانة بنت زيد بن سمعون. وبهذا تكون السنة قد أكدت أنه لا شهر يمنع فيه الزواج، غير أن طبيعة شهر رمضان من كونه شهر عبادة، وخشوع وتفرغ للطاعة، جعل أكثر الناس لا يخصونه بالزواج، وإن صحّ فيه بلا حرج.