الرضاعة

01-04-2004
عبد الحميد - تونس
 
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام, أريد أن استفتيكم في أمر قد اختلف فيه الكثير من الأئمة عندنا, لذا أريد أن تفصّلوا لي فيه من الكتاب والسنة, ألا وهو:
أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة, ولدت في أفريل 1978, وجدتي من الأم ولدت في سنة 1920, وكانت ولادتها الأخيرة في سنة 1956 ومات جدي شهيدا في الثورة سنة 1959, ولم تتزوج الجدة بعد ذلك حتى وافتها المنية سنة 1993.
قالت امرأة خالي إن الجدة قد أرضعتني عندما كنت أبلغ من العمر عامين وعشرة أشهر، فهل يعتد بهذه الرضاعة؟
هذا وإن امرأة خالي تظن أنني رضعت من الجدة قبل بلوغ الحولين، في حين نفت أمي ذلك، وقالت إن الذي رضع من الجدة هو أخي الأكبر. هذا وإن امرأة خالي هذه تؤكد أن صدر جدتي لم يكن يدر سوى الماء فقط، لأنها كانت مسنة وأنها لم تلد منذ 22 سنة.
فهل يجوز لي خطبة ابنة خالي، مع العلم أنني رأيت في رؤيا في المنام بعد صلاة الاستخارة تبشرني بجواز الزواج من ابنة خالي هذه؟
والسلام خير لا ختام.
 
الجـواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: ابتداء نقول: إن أجابتنا تكون بناء على المعطيات التي أخذناها من السائل، فنقول وبالله التوفيق: 1 ـ الرضاعة التي تكون بعد الحولين لا تقتضي التحريم ـ كما يقول الفقهاء رحمة الله عليهم ـ وخاصة بعد 10 أشهر من الحولين، وعليه فإن جدتك ليست أمَّك من الرضاع. 2 ـ أما قول زوجة خالك: "أظنك قد رضعت من جدتك قبل الحولين"، فإنه يدل على أنها لم تكن متأكدة، والشهادة إذا كانت بهذا الضعف غير مقبولة، ثم إن شهادة المرأة الواحدة غير مقبولة في إثبات الرضاع، وإن كان ذلك قبل العقد. 3 ـ ثم إن معـلومتك القاضية بأن جدتك لم تكن متزوجة، وأنها لم تنجب منذ عام 1959، تؤكد أن الذي كان يخرج من ثديها ليس حليبا، وعليه فإن الرضاع غير ثابت. 4 ـ أما الرؤيا التي رأيتها بعد صلاة الاستخارة، فإنها لا تعتمد في إثبات الأحكام الفقهية، وإنما تعتبر في كونها تطمئنك وتزيل عنك القلق.