الدعاء

سائل - الجزائر
الإمام الأستاذ محمد شارف عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف
 
السؤال: 
حكم الدعاء لغير الله
 
الجـواب:
الجواب: الدعاء داخل في العبادة، ولا يكون إلا لله، حتى إن الله سبحانه سمى الدعاء عبادة في قوله سبحانه: "ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخر يـن"(1). وقد ورد في الأثر: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"(2)، [وهو حديث مشهور أورده النووي في الأربعين]. وقال صلى الله عليه وسلم فيمن تتعين عليه اليمين: "من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت"(3). وعليه فـ"الدعاء هو العبادة"(4)،كما جاء ذلك في نص حديث بهذا اللفظ، وهذا شيء معلوم لا يجهله إلا غافل قليل العلم بربه، وعليه فمن دعا غير الله طالبا منه شيئا، فإن كان المدعو حيا، فهو غير داخل في نطاق هذا السياق، وإن كان ميتا فالميت أحوج إلى دعاء الرحمة والمغفرة من الحي، لكونه قد انقطع عمله ولم يبق له إلا ما خلف من أثر علم ينتفع به الأحياء، وولد صالح يدعو له وصدقة جارية يصله أجرها بعد وفاته، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح في قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وولد صالح يدعو له، وعلم ينتفع به"(5). فليتنبه الغافل ولا يوقع نفسه في مواقع الزلل فيضل سواء السبيل، فالله يرزقنا علما نافعا، وعملا متقَبَّلا، وسعيا موفقا لا شوب فيه. آمين والحمد لله رب العالمين. ----------------------- (1) سورة غافر/61. (2) أخرجه الترمذي (4/667) [كتاب صفة القيامة/باب 59 من]، رقم 2516. وقال حديث حسن صحيح. (3) أخرجه البخاري (11/538) [كتاب الشبهات/باب كيف يستحلف]، رقم 6646. (4) أخرجه أبو داود (2/76 ـ 77) [كتاب الصلاة/باب الدعار]، رقم 1479. والترمذي (5/374 ـ 375) [كتاب تفسير القرآن الكريم/باب ومن سورة المؤمن]، رقم 3247. والإمام أحمد (4/271) رقم 18410. (5) أخرجه مسلم (5/73) [كتاب الوصية/باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته]، رقم 1631. 
 

الصنف