أشراط الساعة و قبول توبة التائب

سائل - الجزائر
الإمام الأستاذ محمد شارف عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف
 
السؤال: 
أشراط الساعة ومدى قبول توبة التائب
 
الجـواب:
يكفي جوابا عن مدى قبول توبة التائب قوله سبحانه: "يوم يأتي بعض آيات ر بك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا"(1)، وهذه الآية أوضحها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله فيما أخرجه ابن ماجه بسنده في باب طلوع الشمس من مغربها، وبه قال: عن صفوان بن عسال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من مغرب الشمس بابا مفتوحا عرضه سبعون سنة، فلا يزال ذاك الباب مفتوحا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه، فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا" (2) ـ وأخرج أيضا في باب الآيات بسنده قال: عن حذيفة بن أسيد بن أبي سريحة، قال: طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال: "لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، والدابة، ويأجوج ومأجوج، وخروج عيسى بن مريم، وثلاث خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن أَبْيَنَ تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا"(3)،‏ فهذه الأحاديث تبين لنا معنى الآية الكريمة المصدر بها، وتوضح أن باب التوبة لا يزال مفتوحا وأن الله يقبل توبة كل نادم أوّاب ما لم يظهر بعضها المنصوص عليه في الحديث المذكور، وهو لم يتب بعد، وما لم يغرغر لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"(4)، أو كما قال، والله الهادي إلى التوبة. ------------------ (1) سورة الأنعام/158. (2) أخرجه ابن ماجه (2/1353) [كتاب الفتن/باب طلوع الشمس من مغربها]، رقم 4070. (3) أخرجه ابن ماجه (2/1347) [كتاب الفتن/باب الآيات]، رقم 4055. (4) أخرجه الترمذي (5/547) [كتاب الدعوات/باب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده]، رقم 3537، وقال حديث حسن غريب. والحاكم [كتاب التوبة والإنابة] (4/257). 
 

الصنف