هيئة الفتوى والإرشاد التابعة لمكتب شؤون حجاج الجزائر بمكة المكرمة تصدر بيانا بخصوص المبيت بمنى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نظرا للعدد الهائل من الحجاج في هذه السنة وضيق المساحة في مشعر مِنىً، وما يسببه ذلك من الزحام والتدافع الذي قد يؤدي إلى حدوث مشاكل لا تحمد عقباها، ونظرا لعدم وجود الأماكن الكافية بمخيمات منى، وحرصا على حماية حجاجنا الميامين من التعرض للزحام، وصونا لهم من المبيت خارج المخيمات أو في الأماكن غير المناسبة، فإن هيئة الفتوى والإرشاد التابعة لمكتب شؤون حجاج الجزائر تقرر ما يلي:

أولا: أصحاب الأعذار


- يجوز لأصحاب الأعذار (كالمرضى وكبار السن والنساء الحوامل والمرافقين لهم) أن يتركوا المبيت بمنى ابتداء، ويذهبوا إلى فنادقهم بمكة ويقيموا فيها طيلة أيام التشريق، بلا هدي ولا فدية وهذا عملا بعموم نصوص القرآن الكريم التي تأمر بالتيسير ورفع الحرج، قال تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" وقال الله عز وجل: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وقال الله تعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" والوجوب مع القدرة،
وكذلك في المبيت فهو واجب عند من يرى ذلك لكن بشرط القدرة. وقياسا على إذن رسول الله ﷺ للعباس بن عبد المطلب " أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته". متفق عليه. 
وكذلك لما روى الإمام مالك في الموطأ أن رسول الله ﷺ: "أرخص لرعاء الإبل في البيتوتة خارجين عن منى". فإذا جاز ترك المبيت من أجل سقاية الإبل، فمن باب أولى أنه يجوز ترك المبيت من أجل الحفاظ على النفس ولما ثبت عن الصحابة الكرام، ومن ذلك ما رواه ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال "إذا رميت الجمار فبت حيث شئت". 
وذهب جمع من أهل العلم إلى أن المبيت بمنى سنة فمن أتى به فهو مأجور ومن تركه فلا إثم عليه، وهو قول الحسن البصري ومذهب أبي حنيفة، وقول للشافعي وابن حزم
-  تجوز النيابة في الرمي عن أصحاب الأعذار كالمرضى وكبار السن والنساء الحوامل، ولا شيء عليهم.

ثانيا: القادرون من غير أصحاب الأعذار


من وجد منهم مكانا فإنه يبيت بمنى أيام التشريق، ويتحقق المبيت بالتواجد معظم الليل (بُعَيد منتصف الليل ) في منى وبعدها يجوز له الخروج من منى للمبيت في الفندق على أن يعود لرمي جمرات ذلك اليوم. 
ندعو الشباب والأصحاء إلى التحلي بأخلاق التسامح والرحمة والإيثار وترك الأماكن لغيرهم ممن يحتاج إليها.

 


والله ولي التوفيق