هل المشاكل مبرر للانتحار

2010-05-11 

      أنا شاب جزائري محب لوطني وعملي، أعاني من مشاكل جعلتني أعيش تعيسا محطما، ففكـرت في الانتحـار لأني لم أجد مخرجا لأزمتي.
  فهل يعتبر ما أعانيه من مشاكل مبررا للانتحار؟

 الجواب :
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛
المؤمـن الصـادق هو الـذي يتجه إلى الله إن ضاقت في وجهه الدنيـا وواجهته أزمة أو مصيبة أو نكبة من النكبات أو شدة من الشدائد، إذ المرور بهذه الشدائد أمر لابد منه بحكم تقلب ظروف الحيـاة، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى العلاج الشافي بقوله :" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل، فإنّ لو تفتح عمل الشيطان".
فالحديث يأمرنا بالرضا بالقضاء وإغلاق الأبواب أمام وساوس الشيطان وهواجس النفس.
فلتصرف نفسك أيها الأخ الكريم عن دواعي التشاؤم، ولتعلم أن الخير يأتي بالطلب لا بالهرب، وينبغي لك ألا تستسلم للأزمات ولا تفكر في الانتحار، إذ لا يفكر فيه إلا ضعفاء النفوس يأسا من رحمة الله، والإسلام ينهى عن مجرد التفكير في تمني الموت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يتمنين أحدكم الموت لشيء نزل به، أو لضر وقع فيه…".
فكيف بالتفكير في الانتحار المحرّم شرعًا، وإن ظننت أن بانتحارك تنجو من عذاب النفس، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة،" والآخرة خير وأبقى". الأعلى/17
ولتضبط نفسك عند حلول المحن، ولتصمد عند مضايقة الضوائق مستعينا بمن حولك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" المؤمن ضعيف قوي بأخيه".
ولتلازم الجماعة في المسجد لذكر الله فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم.
كما أن بذكر الله يطمئن قلبك وتهدأ نفسك لقول الله عز وجل:" ألا بذكر الله تطمئن القلوب" الرعد/28.
واشغل وقتك بما ينفعك في دنيـاك وآخرتك متوكلا على الله لا متواكـلا، تغــدو عنـك الأفكـار السيّئـة من التشاؤم والتعاسة لتحل محلها الآمال.
واتـق الله في نفسـك يجعـل لك مخرجًا فهو القائل جل وعلا:" ومـن يتق الله يجعـل له مخرجًـا ويرزقـه من حيث لا يحتسب"الطلاق/3.

                                       و الله أعلم.