2010-04-26
هل يمكنني البحث عن والدتي بعد أن أهملتني منذ صغري؟ فكفلتني عائلة أخرى؟ وهل عليّ أن أسامحها؟
الجواب :
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛
يقول الله عزّ وجل في كتابه العزيز:" ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن…"، وقال في الموضع الآخر " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" والآيتان وغيرهما من الآيات كثير تحثّ كلها على الرفق بالوالدين، وخفض الجناح لهما.
فإن ابتُليت والدتك بما جعلها تتخلى عنك وأنت صغيرة، فالأحرى بك أن تتلطفي بها وإن أذنبت، وأن تشفقي عليها، وأن تقدري الأسباب والعوامل التي دفعتها إلى ارتكاب ما ارتكبته من خطأ وزيغ عن الصواب.
فالصفح الجميل عن الهفوة والزلّة خلق من أخلاق القرآن الكريم، وفضيلة من فضائل الإسلام العظيم، وجانب من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى "… ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم…".
فما بالك إن كان المخطئ هو والدتك التي أمر الله تعالى أن تخفضي لها جناح الذل من الرحمة، فلا حرج ولا مانع شرعا من البحث عنها وبرّها، فعسى أن تكون قد تابت إلى الله تعالى توبة نصوحا، وندمت على خطئها.
و الله الهادي إلى سواء السبيل