وسيلة الجزائر
أنا شابة في الواحد والثلاثين من العمر، ارتبطت بشاب على أمل أن يتقدم لخطبتي لكن ظروفه المادية منعته من ذلك، فبقيت علاقتنا في الخفاء، مع العلم أنه يعاملني معاملة الزوجة دون المعاشرة الكاملة، وبعد مرور عامين على هذه الحال، قررت التوبة والاستغفار خاصة أنه تقدم لخطبتي شاب محترم، لكن الأول غضب ورفض أن أكون لغيره، فأصبحت في حيرة من أمري، فأرجو أن تفيدوني بحل؟
الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
فإن الشرع الحنيف قد حدّد العلاقة بين الرجل والمرأة ولم يدع للاحتمالات مجالاً، فشرع الزواج وسماه الميثاق الغليظ يجمع بينهما في ود وسكينة، قال الله تعالى: ) ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون( (الروم/21)
وقولك أيتها الأخت الكريمة أنك ارتبطت بشاب مدة سنتين على أمل الزواج به، فإننا نقول لك إنّ أفضل الطرق للزواج ما تعارف عليه مجتمعنا الإسلامي وهو اختيار كل طرف لشريك حياته بكل هدوء وتعقل بعد الدراسة المتزنة لشخصية كل من الشاب والشابة، وملاءمة كل منهما للآخر، فيتقدم الخاطب إلى أهل الفتاة أين يتاح له رؤيتها كما يتاح لها رؤيته.
أما أن تكوني على علاقة به في الخفاء وتقولي إنه يعاملك معاملة الزوجة فهذا من الكبائر التي توجب التوبة والاستغفار وقد هداك الله إلى ذلك كما ذكرت والحمد لله.
وإن كان هذا الشاب يريدك فعلا زوجة بما يوافق الشرع الحنيف فعليه أن يتقدم في أقرب الآجال ويصلح ما أفسده، لأنه كان الأولى به أن يحافظ عليك لا أن يستغفلك ويجرك إلى الخطأ، أما إن تقاعس وتحجّج بحجج واهمة، فازهدي فيه وارضي بمن تقدم لخطبتك راغبا في تكوين أسرة في ظل الود والدين، وابتعدي عن الطريق المحفوف بالمخاطر والشبهات.
والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته