كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة العلامة الشيخ سيدي محمد بلكبير بولاية أدرار، قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية و الأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي 15 سبتمبر 2021
كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة العلامة الشيخ سيدي محمد بلكبير بولاية أدرار، قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية و الأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي 15 سبتمبر 2021
كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة العلامة الشيخ سيدي محمد بلكبير بولاية أدرار، قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية و الأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي 15 سبتمبر 2021
كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة العلامة الشيخ سيدي محمد بلكبير بولاية أدرار، قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية و الأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي 15 سبتمبر 2021
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
السادة الحضور...
في هذه المناسبة الطيبة وفي هذه الرحاب العطرة الطاهرة أتوجه في هذه السانحة الميمونة إلى جمعكم الكريم بالتحيات المباركة، ونحن نترحم على روح الشيخ سيدي محمد بلكبير الزكية في ذكرى وفاته، إذ هو من صفوة العلماء والصالحين المصلحين عليه رحمة الله، وفي وقفة الوفاء والعرفان هذه، إذ تجول الأبصار أرجاء مدرسته العلمية العامرة، إحدى ميادين التربية والتعليم و الإصلاح، وتكوين الأئمة وحفظة كتاب الله، نتمثل بإكبار ثمار الغرس الطيب، أثر الشيخ العالم المبارك الذي تجاوز إشعاعه العلمي والمعرفي والتربوي ربوع هذا الوطن الحبيب، بل وصل إلى أصقاع كثيرة في مختلف أنحاء المعمورة ولاسيما في العمق الإفريقي.
إن الشيخ سيدي محمد بلكبير رحمه الله هو سليل السلف الصالح من الأئمة الأعلام، وهو امتداد لسلسلة السند العلمي الشريف من علمائنا وشيوخنا وأئمتنا الكبار الذين تزخر بهم صفحات التاريخ العلمي والثقافي للجزائر، فلا عجب والله أن يحظى في هذه الأرض المباركة الطيبة المعطاءة، لا عجب أن يحظى فيها بالقبول والتمكين،
في هذا اللقاء المبارك تستحضرون معي رمزية الإمام في المجتمع، لأنها تشكل معلما هاديا في ثقافته وهويته، وقد رسخت والحمد لله في بنات هذا الوطن وأبنائه تقدير واحترام الإمام الذي يبقى محل ثقة شعبنا الكريم الذي يقدر كذلك في علمائنا وأئمتنا الالتزام بقضايا الدين والوطن والأمة والإنسان .
السادة الأفاضل ... السيدات الفضليات ...
فمن رحاب المساجد والزوايا انطلقت قوافل المجاهدين والشهداء بدءا من الثورات الشعبية المباركة إلى ثورة نوفمبر الخالدة. كما افشلت جهود ومساعي ساداتنا الأئمة مخططات تمزيق هذا لوطن ووحدته بتصديهم لكل المؤامرات والمكائد.
وبعد استقلال الجزائر واسترجاع السيادة الوطنية انتقل الإمام مع أبناء هذا لوطن من معركة الجهاد والتحرير إلى التنوير لبسط الوسطية والاعتدال ونبذ المغالاة والتطرف. فتفانى في أخلقة الحياة الاجتماعية ونشر الفضيلة ومواجهة المحن الطارئة والمساهمة في إطفاء نيران الفتنة كلما أراد أعداء هذ الوطن إشعال فتيلها.
أيها السادة الحضور...
لقد اضطلع الإمام في وطننا العزيز بمختلف أدواره العلمية والثقافية والاجتماعية وجسد معاني المواطنة وهو يأخذ على عاتقه الإسهام في التربية والتعليم، ويؤدي دورا مهما في تحقيق معاني الحق والعدالة والأمن والإصلاح، ويسهم بحق في تحقيق البرامج الوقائية للحفاظ على الصحة العمومية، ويشارك أيضا في العمل الخيري التكافلي ولما كان المسجد هو المجال الذي يؤدي فيه الإمام رسالته وانطلاقا من القناعة الراسخة بأن المسجد مؤسسة اجتماعية يبنيها المجتمع لتكون شريكا أساسيا في تحقيق تنميته الشاملة المستدامة، فقد تنافس أبناء هذا لوطن ومؤسساته في بناء المساجد ورعايتها والعناية بها، وتعبيرا عن هذه القناعة تم بناء جامع الجزائر، كي يكون منارة حضارية وموجها للمساجد الأقطاب المشيدة في كل ولاياتنا في هذا لوطن المبارك، وناظما لكل الأنشطة التي يقوم بها السادة الأئمة في مساجد الجمهورية، معززة بمعاهد تكوين الائمة والمراكز الثقافية الإسلامية والزوايا والمدارس القرآنية، ومنها هذه المدرسة القرآنية العامرة وهذا المسجد الخالد الكبير.
وتقديرا لهذا الجهد والاجتهاد وتكريما لمقام الإمام ومكانته، قررنا اعتبار الخامس عشر من شهر سبتمبر من كل عام يوما وطنيا للإمام، يتزامن مع الذكرى السنوية لوفاة الشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير رحمه الله ورضي الله عنه، لما يحمل هذا ليوم من رمزية ولما يعبر عنه من مشروع حضاري متكامل ولإسهامات الشيخ المشهودة في بناء الوطن وفي تربية أبنائه.
عاشت الجزائر أبية، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ...