04-04-2004 
سائل - الجزائر  
المفـتي:الإمام الأستاذ محمد شارف عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف 
 
السؤال:
صلاة الجماعة، هل هي سنة لا تبطل الصلاة بتركها فيها أو واجبة تبطل الصلاة بتركها فيها ؟
 
الجـواب:
مذهب الجمهور أنها سنة مؤكدة رغب الشارع فيها وتهدد على تركها، فقال صلى الله عليه وسلم في الترغيب فيها: "تفضل صلاة الجماعة على صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا"، وفي رواية: "بسبع وعشرين درجة"(1)، وبقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟... [وذكر] كثرة الْخُطَـا إلى المساجد"(2). كما قال في الترهيب لمن تركها: "لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر رجلا يقيم الصلاة، ثم أخالف إلا أناس لم يشهدوا الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم"(3)، وهو حديث صحيح. وعليه فمن ترك الصلاة في جماعة، وصلى وحده، أَثِمَ وصحت صلاته، وليس هناك دليل على إعادتها إلا لأجل الحصول على فضل الجماعة. فهذا ما يخص الصلوات الخمس غير الجمعة. وأما الجمعة فلما كانت الجماعة فيها واجبة ولا تصح الجمعة إلا بها، وإن كانت محصورة فيها حسب اختلاف الأئمة، فذهب مالك رحمه الله أن من تركها لغير عذر من الأعذار المبيحة للتخلف عنها وصلاّها منفردا أو حتى في جماعة، فإن تلك الصلاة باطلة، ولا تصح حتى لا يبقى مسجد في البلد لم ينته أصحابه من صلاتها فيه، فإذا انتهت في جميعها فإنها تصح ظهرا مع الإثم الكبير، لعموم الوعيد منه صلى الله عليه وسلم على تركها حيث قال: "لَيَنْتَهِيَّنَّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو لَيَخْتِمَنَّ اللهُ على قلوبهم ثم لَيَكُونُنَّ من الغافلين"(4)، وكفى بهذا الوعيد إنذارا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والله الهادي إلى سبيل الرشاد، آمين والحمد لله رب العالمين. ----------------------- (1) أخرجه البخاري (2/154) [كتاب الأذان/باب فضل صلاة الجماعة]، رقم 645. ومسلم (1/450) [كتاب المساجد/باب فضل صلاة الجماعة]، رقم 650/249. والإمام مالك في الموطأ (1/129) [كتاب الصلاة/باب فضل صلاة الجماعة]، رقم 1. (2) أخرجه مسلم (1/219) [كتاب الطهارة/باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره]، رقم 251/41. (3) أخرجه البخاري (1/148) [كتاب الأذان/باب وجوب صلاة الجماعة]، رقم 644. ومسلم (1/451) [كتاب المساجد/باب فضل صلاة الجماعة]، رقم 651/251. والإمام مالك في الموطأ (1/129) [كتاب صلاة الجماعة/باب فضل صلاة الجماعة]، رقم 3. (4) أخرجه مسلم (2/591) [كتاب الجمعة/باب التغليظ في ترك الجمعة]، رقم 865/40.