04-04-2004
سائل - الجزائر
المفتي: الإمام الأستاذ محمد شارف عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف
السؤال:
ما حكم صلاة التراويح ؟
الجـواب:
صلاة التراويح من النوافل المرغب فيها التي تُؤدَّى في شهر رمضان المكرم، وحكمها الاستحباب، ويستحب فيها ختم القرآن الكريم ليسمعه المصلون عن آخره، و"قد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ليلتين أو ثلاثة، ثم لما تكاثر الناس عليه صلى الله عليه وسلم لم يخرج عليهم، فلما صلى بهم الصبح: قال: قد علمت تجمعكم ولم أخرج إليكم خوف أن تفرض عليكم"(1) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فلما كانت خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وجاء شهر رمضان فدخل هو وعمر رضي الله عنهما المسجد بعد صلاة العشاء فوجد الناس يصلون النافلة فرادى فاقترح عمر على أبي بكر جمعهم على إمام واحد فاستحسن أبو بكر الفكرة فجمعهم على أبيّ بن كعب الذي شهد له صلى الله عليه وسلم بأنه أقرأ الصحابة للقرآن بقوله: "أقرؤهم لكتاب الله أبيُّ بن كعب"(2)، فاستمرت صلاة التراويح من يؤمئذ على أنها سنة أبي بكر وعمر، وإن كان عمر قال فيها: ((نعمت البدعة هذه، والتي تنامون عنها أفضل))(3) أو كما قال رضي الله عنه. وهي مطلوبة من كل المصلين عندما يحل شهر، رمضان إذ هي خاصة به، وسواء فعلت في المساجد أو في البيوت، على أنها إذا امتلأت المساجد ففعلُها في البيوت أفضل، فإن عجز الناس وتركوا المساجد وفعلوها في البيوت فإنهم مطالبون بعمارة المساجد بها، لأن عمارة المساجد مطلوبة من المصلين، والله الهادي إلى سواء السبيل. ---------------- (1) أخرجه البخاري (4/295) [كتاب صلاة التراويح/باب فضل من قام رمضان]، رقم 2012. ومسلم (1/524) [كتاب صلاة المسافرين/باب الترغيب في قيام رمضان] وهو التراويح]، رقم 761. (2) ورد هذا في حديث ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم خصائص بعض الصحابة.. أخرجه الترمذي (5/665) [كتاب المناقب/باب مناقب معاذ وزيد وأبيّ بن كعب وأبي عبيدة]، رقم 3791، وقال: هذا حديث حسن صحيح. (3) أخرجه البخاري (4/295) [كتاب صلاة التراويح/باب فضل من قام رمضان]، رقم 2010. والإمام مالك في الموطأ (1/114) [كتاب الصلاة في رمضان/باب ما جاء في قيام رمضان]، رقم 3.
الصنف