حكم استعمال العطور

ب. ن - مسيلة
لجنة الإفتاء
 
السؤال: 
وما حكم استعمال العطور في الخارج؟
 
الجـواب:
حكم العطور هو حكم الزينة عموما، فهي جائزة في البيت بين الأهل والمحارم، أما التطيب والتزين للزوج فمطلوب محبوب قال بعض الكبراء تزيين المرأة وتطيبها لزوجها من المحبة والألفة بينهما وعدم الكراهة والنفرة ولهذا كان من وصايا نساء العرب لبعضهن إياك أن تقع عين زوجك على شيء لا يستملحه أو يشم منك ما يستقبحه. لكن التعطر ممنوع في الخارج، وتتضاعف الحرمة إن كان ذلك العطر من النوع المثير الذي تتفنن اليوم مؤسسات العطور في استخلاصه بمخابرها، بحيث يثير الغرائز، ويجرّئ على الرذيلة، ويتضاعف الإثم أضعافا مضاعفة إذا كان التعطر بنية الإثارة ولفت انتباه الغرباء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو موسى الأشعري: ((ثم إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا قال قولا شديدا)). [سنن أبي داود 4/79]. وفسّر نفس الراوي هذا القول الشديد المرموز له بـ"كذا وكذا" بأنه الزنا، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((...ثم كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية)). [سنن الترمذي:5/106]. وجاءت رواية أبي موسى الأشعري أصرح في صحيح ابن حبان: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثم أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية)). [ابن حبان: 10/ 270]. قال عبد الرؤوف المناوي في فيض القدير: »قال الطيبي شبه خروجها من بيتها متطيبة مهيجة لشهوات الرجال التي هي بمنزلة رائدة الزنا بالزنا مبالغة وتهديدا وتشديدا عليها وكل عين زانية أي كل عين نظرت إلى محرم من امرأة أو رجل فقد حصل لها حظها من الزنا إذ هو حظها منه وأخذ بعض المالكية من الحديث حرمة التلذذ بشم طيب أجنبية لأن الله إذا حرم شيئا زجرت الشريعة عما يضارعه«. [فيض القدير: 3/147].