27-10-2004
حمزة - الجزائر
السؤال:
رجل عمره 63 عاما طلب منه اولاده ان يطلب لنفسه الجنسية المزدوجة فى فرنسا حتى يستطيعوا هم ان يتحصلوا عليها ويسافروا الى هناك للعمل وهم وبحمد الله لديهم عمل هنا فى الجزائر فما حكم الشرع فى هذا العمل وهل هذا التصرف من الاولاد يعتبر من العقوق وما حكم السفر الى بلاد الكفر بحجة العمل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجـواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله أيها السائل الكريم ، فالنسبة للحصول على الجنسية المزدوجة لغرض العمل فلا مانع من ذلك. كما لا يعتبر مطلب الأولاد من أبيهم القيام بذلك عقوقا ما لم يجبروه على ذلك. وأما السفر والعمل في بلاد غير البلاد الإسلامية فلا حرج في ذلك شريطة ألا يكون ذلك على حساب دينه وأخلاقه. أيها السائل المحترم أذكّرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول :" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله ورسوله ،و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" - رواه البخاري ومسلم – انطلاقا من هذا الحديث يجد المسلم نفسه ملزما بتحديد النية والقصد من كل عمل يقوم به. وعلى قدر هذه النية تحدّد قيمة هذا العمل عند الله تعالى حتى إذا اضطر الإنسان للسفر إلى بلد آخر طلبا للعمل كان عليه أن يستثمرهـذا الجـهد و يجعله لله تعالى ويجعل منه عبادة ينال أجرها و ثوابها ، فلا تكن نيته الكسب فقط بل يجعل سعيه هذا تنفيذا لأمر الله في تحقيق الفروض الكفائية المتمثلة في حاجيات المجتمع و الأمة الإسلامية من مختلف العلوم والتقنيات والتجارب ، وبهذا يضم جهوده إلى جهود المخلصين الأوفياء لأمتهم و أوطانهم . وعليه فإذا كان ما طالبتم به والدكم يحقق هذه المصلحة و كنتم مضطرين إلى ذلك فلا حرج،أما إذا قصدتم غير ذلك مما فيه تهاونا في الحفاظ على دين الله فإنكم آثمون ، وإذا استعملتم والدكم في تحقيق مقصد غير مشروع فأنتم آثمون وعاقون لوالدكم أعاذكم الله من ذلك و سدّد خطاكم . و الله أعلم
الصنف