في أجواء مهيبة، دمعت فيها العيون وخشعت فيها القلوب، ودعت الجزائر ظهر يوم الأربعاء 14 جوان 2023 العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، الذي ووري الثرى بمقبرة عيسات إيدير ببني مسوس بالجزائر العاصمة، يتقدمهم الوزير الأول السيد أيمن عبد الرحمن، والأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، ومستشارو رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وبعض من الطاقم الحكومي، وإطارات بالدولة، وجموع هائلة من المواطنين حضروا من مختلف مناطق الوطن.
في كلمة التأبين التي قدمها وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بالمهدي، أكد السيد الوزير أن الشيخ الراحل العلامة محمد الطاهر آيت علجت، كان مجاهدا في العلم والسلاح وأسهم في بناء الجزائر وتحريرها قبل الاستقلال وأسهم في إعمارها بعده.
وقد كان يُذكرنا رفاقه من المجاهدين حاملي السلاح ضد الاستعمار من أمثال العقيد عميروش والأمير عبد القادر والشيخ المقراني والحداد والزعماء والعلماء والقادة الذين دحروا الاستعمار رافعين لواء التوحيد ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ويغرسون الشهادة في التراب الطيب.
ووصف السيد الوزير علامة الجزائر بالشيخ العالم الرباني الفقيه المفسر والمقرئ ومجاهد الجزائر، قائلا: “عاش قرنا وزيادة ليكون شاهدا على قرن بكامله من فترة الاستعمار وما بعده ونحسبه عند الله مجاهدا وشهيدا في سبيل العلم وخدم الثورة سبع سنوات وأكثر وخدم العلم أكثر بكثير من ذلك لقد كان مجاهدا في العلم وأسهم في بناء البلد وتحريره”.
وأضاف: ” الجزائر ودعت عالما فذا وحضرنا لتوديعه جميعا كمسؤولين ومحبين وعلماء وتلاميذ وزوايا الجزائر وعلى رأسنا الرئيس تبون الذي بعث برسالة تعزية وكلفنا بزيارته وهو في فراشه في المستشفى”.
وتابع: ” الدولة تحضر اليوم ممثلة في الوزير الأول لنودعه وندعو له وأذكر أن العالم الذي كثر الزحام حوله اليوم وقلت ما أشبه الموقف بما قيل في الحرم الشريف حينما سماه العلماء بأم الزحم وسميت أيضا بأم الرحم واليوم هذا الزحام أشبه بالرحمة ونسأل الله أن يصبرنا ويجبرنا ويؤجرنا”