مصطلح الحديث

04-05-2005
بوعلام - الجزائر 

السؤال: لماذا اذا ذكرالمؤافون حديثا من طريق البخاري.مثلا يذكرون السند من البخاري الى النبي(صلى الله عليه وسلم)ولا يذكرون السند منهم الى البخاري؟

ماهي شروط الترمذي للحكم بالحسن على الحديث. وما معنى قول الترمذي:((حسن صحيح))؟
 
الجـواب:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أيها السائل الكريم : لم يعد لرواية الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم عن طريق السّند المتصل كبير أثر بعد استقرار كتب الصحيح و السّنن . و إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد نهى عن تدوين الحديث أوّلا حتى لا يختلط بجمع القرآن ، ثم عكف المسلمون على جمعه بعد التحاقه بالرفيق الأعلى . و إنهم دقّقوا كثيرا في إسناد الحديث إليه لأنه القائل :" من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار " و إنهم بعد أن طبّقوا قواعد نقد اصطلاحية رفضوا كثيرا مما روي عنه و لم يحتفظوا إلا بما ظنّوا أنّه من سنّته، وكانوا يبرّرون رفعه إليه عليه الصلاة والسلام بذكر السّند حتى يستطيع المبلّغ له أن يحكم على درجة الحديث . أما اليوم فقد استقرّ الأمر ولم يعد لمواصلة ذكر السّند كبير معنى إلا التبرّك والاقتداء . أما الحديث الحسن فقد اهتم به الإمام الترمذي في جامعه الشهير الذي هو من أهم مصادر الحديث الحسن ،حتى قال عنه ابن الصلاح : " كتاب أبي عيسى الترمذي رحمه الله أصل في معرفة الحديث الحسن وهو الذي نوّه باسمه و أكثر من ذكره في جامعه ". و إذا كان غيره يعرّف الحديث الحسن بأنه هو الحديث الصحيح إذا خفّ ضبط راويه أي ما اتّصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ و لا علة . فإن للإمام الترمذي تعريفا خاصا للحسن ذكره في كتابة " العلل الصغير " بقوله : "وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن فإنما أردنا حسن إسناده عندنا كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا و يروى من غير وجه نحو ذاك فهو عندنا حديث حسن " . و قد يصف الإمام الترمذي الحديث بأنه حسن صحيح في آن واحد ومعنى ذلك كما قال ابن حجر وارتضاه السيوطي :" إنه إن كان للحديث إسنادان فأكثر ،فالمعنى أنه حسن باعتبار إسناد وصحيح باعتبار اسناد آخر،وإن كان له إسناد واحد فالمعنى حسن عند قوم صحيح عند قوم آخرين ". و بالله التوفيق ومنه السداد .