ما هو الحكم الشرعي في رجل وعد امرأة بالزواج عند حصوله على المال ؟
الجواب : بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد؛
فقد اهتم الشرع الحنيف اهتماما بالغا بالأسرة والعلاقات الأسرية، والزوجان هما أساس هذه الأسرة، لذا حرص على تحديد العلاقة التي تجمعهما وجعل لها إطارا شرعيا و سماه الميثاق الغليظ، قال الله تعالى :" وأخذن منكم ميثاقا غليظا" النساء/ 21
و إن أفضل الطرق للزواج، هو ما جاءت به السنة النبوية الشريفة وتعارفت عليه مجتمعاتنا العربية و الإسلامية وهو الاختيار الهادئ العاقل من كلا الطرفين لشريكة حياته أو شريكها بعد الدراسة المتزنة لشخصية كل منهما للآخر وملاءمة أحدهما للثاني ، وعدم وجود موانع وعقبات في طريق هذا الزواج من جهة أحد الطرفين أو أسرته.
وإن أحسن طريقة لتحقيق هذه العلاقة المقدسة هي أن يتقدم الشاب إلى أهل الفتاة لتكون علاقته بها تحت أعين أهله وأهلها تكريما لها وحفظا لشرفها.
ويحرص الإسلام أن يكون الخاطب ذا دين وخلق قويم وهما أهم مقومات الشخصية المسلمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه.. " أخرجه ابن ماجه،ولا ينبغي أن يكون المال مقياسا في اختيار الزوج الصالح، إذ يقول الله تعالى:" وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " النور/32
و قد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي لم يقدر على خاتم من حديد فجعل صداق زوجته عليه أن يعلمها ما يحفظه من القرآن.
أما أن يعد الرجل امرأة بالزواج عند حصوله على المال فبعيد عن المبادئ التي رسمها شرعنا الحنيف لضبط العلاقة بين الرجل والمرأة.
و الله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته