زيارة الزوايا

مسعود لقرع - الجزائر
هيئة تحرير الفتاوى بالموقع
 
السؤال: 
ما حكم زيارة الزوايا التي تمارس فيها الطقوس والأوراد وزيارات الأضرحة التي لم يأت عليها دليل فيما أعلم؟ وما حكم من يمولها بالمال والدعم المعنوي؟ وشكرا.
 
الجـواب:
الزوايا في الأصل أماكن مخصصة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم علوم الدين، وغالبا ما تكن بجوار المسجد، فإذا كان هذا شأنها فهي تحتاج إلى من يدعمها ويمولها، بل ويزورها تشجيعا للقائمين عليها في مواصلة ما هم فيه من نشر العلم وتحفيظ القرآن للنشء، بل أفتي بجواز إعطاء الصدقات لطلبة العلم وسد ما تحتاج إليه الزاوية من خدمات. أما إذا كانت الزاوية عبارة عن ضريح لرجل يزار للتبرك، وقد يطاف حول قبره، وربما يطلب منه قضاء الحوائج ورفع البلاء وتيسير العسير… فهذا غلو في تعظيم الصالحين وحبهم، وهذا لا يجوز لأن الدعاء لا يتوجه به إلا لله تعالى، وهؤلاء الرجال في حاجة إلى أن ندعو لهم بالرحمة والمغفرة، وبأن يرفع درجاتهم في الآخرة… لا أن نطلب منهم قضاء حوائجنا. وإذا كانت تتلى أذكار وأوراد جماعية في تلك الزوايا، فقد نشرنا في العدد الثالث من مجلة "رسالة المسجد" بحثا مستفيظا في الموضوع يمكنك مراجعته على هذا الموقع؛ فمن العلماء من أجازه بل واستحبه، قال الحافظ ابن رجب: "واستدل الأكثرون على استحباب الاجتماع لمدارسة القرآن في الجملة بالأحاديث الدالة على استحباب الاجتماع للذكر، والقرآن أفضل أنواع الذكر، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل تنادوا: هلموا إلى حاجتكم…" [انظر: جامع العلوم والحكم 2/302،303]. فإذا وجَد المسلم في زاوية ما يخالف تعاليم الإسلام المتفق عليها فالمطلوب منه في هذه الحال النصح والدعوة بالتي هي أحسن، ولا يجوز الإقدام على تغيير مخالفة أو منكر يجر إلى منكر أعظم منه، كما هو مقرر في الشريعة. والله يتولانا وإياكم وسائر المسلمين.  
 

الصنف