سائل - الجزائر
الإمام الأستاذ محمد شارف عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف
السؤال:
ما حكم من أمنى بتفكر في رمضان ؟
وصورته: ((جلس رجل مع امرأة في رمضان فأخذت تصف له امرأة أخرى كان يريد خطبتها، فاستمر يفكر في محاسنها حتى قامت نفسه وأمنى، فهل يجب عليه مع القضاء الكفارة أم لا ؟ أفتونا حفظكم الله)).
الجـواب:
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، اختلف الفقهاء من الأئمة الأربعة فيمن نظر بشهوة إلى من شأنه الالتذاذ به، فأمنى، فذهب أحمد والشافعي وأبو حنيفة رحمهم الله إلى أنه لا يفسد صومه وليس عليه قضاء ولا كفارة، وغاية ما في الأمر أنه ارتكب حراما تجب التوبة منه والاستغفار إن وقع ذلك بمحض اختياره. وذهب مالك رحمه الله إلى فساد صومه ويجب عليه القضاء، أما الكفارة فتأويلان في وجوبها عليه وعدمها، قال خليل رحمه الله في مختصره: ((وإن أمنى بتعمد نظرة فتأويلان))(1)، هذا فيمن تعمد النظر فأنزل ويقاس عليه التفكر، والمدار فيه على الإنزال كذلك. وسبب اختلافهم هو: هل مجرد الإنزال يرتب الكفارة على قول، أو الكفارة إنما تكون بالمباشرة ـ القبلة والملاعبة ـ فمن شرط المباشرة لم يوجب القضاء فضلا عن الكفارة على من لم يباشر، ومن شبّه النظرة أو الفكرة بلذة المباشرة ولولاها لما خرج المني أعطى لها حكمها، فأوجب عليه القضاء، وفي الكفارة خلاف كما سبق. اهـ ملخصا، بعضه من الميزان للشعراني رحمه الله(2). -------------------- (1) مختصر الشيخ خليل ص 72. (2) الميزان لعبد الوهاب الشعرني (2/22).
الصنف